
عكرمة بن أبي جهل-- كتيبة الموت العكرمية—معركة اليرموك
عكرمة الفدائى .
انه
الأسد البطل الفدائي الذي أعلن إسلامه
ظل
تاريخه ووالده أبي جهل شوكة في ظهره تؤلمه و وتقض مضجعه يريد أن يقصمها قبل أن
تقصم هي ظهره
ولازال رضي الله عنه ينفق ويقاتل
إلا أن الشهادة مطلب سامٍ ومقام منيف لايناله إلا من صدق
الله تعالى
معركة اليرموك .
وفي
اليرموك تكالب الروم على المسلمين في بلاد الشام بالقرب من نهر الأردن
أوشك سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه أن يتجرع أول
رشفة من كأس الهزيمة الذي لم يذقه في حياته قط
فبرز
عكرمة رضي الله عنه مقبلاً على الموت كأنه الظامئ في يوم حار فنزل عن فرسه وكسر
غمد سيفه لئلاً يغمده
ثم أوغل في صفوف الروم
فخرج خالد بن الوليد رضي الله عنه يقول : لا تفعل يا عكرمة
فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين
.
لكن
عكرمة لم يأبه لخالد رضي الله عنه
إذ أحس بالحوراء تخاطبه من وراء جنة عرضها السماوات
والأرض منادية أياه : هلم ألي .
فخرج بواعث الشوق إلى لقاء الله من مكامنها وهبت نسائم
الجنة على قلب تاق إليها وأشتاق وبعبد دنا إلى لقاء مولاه فخفق قلبه , وهو يقول :
إليك
عني يا خالد إن لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة
أما أنا وأبي فلطالما حاربنا رسول الله في مواطن كثيرة
أأقاتل رسول الله
وأفر من الروم اليوم ؟!! إن هذا لن يكون أبداً . ثم نادي
: من يبايعني على الموت ؟
كتيبة الموت العكرمية.
فخرج
الحارث بن هشام , و عياش بن أبي ربيعة , وضرار بن الأزور ومعهم أربعمائة رجل كلهم
ممن حارب رسول الله صلى الله عليه وسلم قديماً , ويريد تكفيراً عن ذنبهم ,
فوقفوا
أمام خيمة خالد , والتي أحتدم القتال أمامها فقاتلوا حتى أثخنتهم الجراح , فسقطوا
جميعاً على الأرض بعد أن أبادوا الروم عن آخرهم .
لكن
قبل أن تثخنهم الجراح ويقضون نحبهم شهداء
انطلقوا رضوان الله عليهم نحو جيوش الروم يجزون رقابهم ,
ويسفكون دمائهم , ويكسرون صلبانهم , ويمرغون أنوفهم بالتراب
الله
اكبر
الله اكبر
الله اكبر
شجاعة عكرمة.
في
هذه الواقعة المجيدة أظهر سيدنا عكرمة -رضي الله عنه- في هذه المعركة فدائية
وشجاعة نادرة حتى جرح وجهه وصدره وانتصر المسلمون انتصارًا حاسمًا
استشهاده وايثارة .
ولكن جرح عكرمة كان عميقًا فأدى إلى استشهاده فقد وجدوا
فيه بضعة وسبعين جرحا ما بين طعنة ورمية وضربة.
وقبل
أن يستشهد عكرمة ضرب أروع مثل في الإيثار فقد بقي عكرمة و والحارث , و عياش وأبناء
عمومتهم كلهم قد تلقى الطعنات في صدره , فما من طعنة ولا ضربة إلا وهي في صدورهم ,
و لاشئ منها في ظهورهم فنادي الحارث بالماء بعد أن أشتد عطشه إثر الجراح فجئ له
بالماء فقال : أعطوه الماء فلما وضعه على فمه سمع أنين ابن عم له ينادي بالماء
فقال : أعطوه الماء .
حتى ذهبوا بالماء إلى عكرمة
فأبى إلا أن يشرب قبل ابن عم له يئن عطشاً
هو الآخر , حتى عادوا بالماء إلى الحارث فوجدوه قد مات
فلما عادوا إلى عكرمة ورفاقه وجدوهم جميعا قد استشهدوا
فقد أبوا إلا أن يشربوا من حوض الكوثر في جنة الخلد شربة
لا ظمأ بعدها أبداً .
ورحمة الله عكرمة , فقد كان كالأسد
فرحمة الله على هذا الجسد


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق